نص الاستشارة:
بارك الله فيك أيها الشيخ،، أنا شاب في الثلاثين من عمري، والدي رجل طيب وقور تعود إليه القبيلة في شأنها كله.. وهو مع ذلك مدمن على تناول الدخان بشكل هستيري.. أصبحت أخاف عليه من الأمراض الناتجة عن الدخان... والدتي لم تعد قادرة على تحمل روائح الدخان المنتشرة في كل مكان... أرشدني كيف أنقذه؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن بر الوالدين والإحسان إليهما من أوجب الواجبات ومن الإحسان إلى الوالد مساعدته في الكف عما يضره صحيا واجتماعيا... وغير خاف على أحد ما للتدخين من آثار سلبية لا يعلمها إلا الله... فعليك بالعمل على انتشال والدك من هذا الداء العضال ويكون ذلك بالنصح والتوجيه ونشر الوعي والتثقيف بما يكتنف تعاطي الدخان من أضرار صحية قد يتعدى أثرها إلى المحيطين به ومن لا ذنب لهم.
في النقاط التالية أدون لك بعض النصائح لعل الله ينفع بها:
- عليك بكثرة الدعاء له بالشفاء والهداية وأن ينقذه الله من هذا البلاء العظيم والداء العضال، وهذا داخل في الإحسان إلى الوالد ورد جزء من حقوقه... وقد قال المولى عز وجل: {وبالوالدين إحسانا} ولا شك أن هذا داخل في الإحسان.
- عليك أن تبين لوالدك الحكم الشرعي لتعاطي الدخان وأنه محرم لما يسببه من ضرر بالغ للفرد والمجتمع، وما قد ينتج عنه من أمراض مستعصية أصبحت محل اتفاق بين الأطباء... وشريعتنا جاءت بتحليل الطيبات وتحريم الخبائث.. ولا يشك أحد في أن الدخان من أخبث الخبائث.
- في هذا الأزمنة انتشرت العيادات والمصحات المختصة في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين... وبعضها يقدم خدماته مجانا... فعليك أن تبحث عن ذلك وتستفيد منه بإرشاد والدك وإفهامه أن الذي يعاني منه من الإدمان أمر ممكن العلاج بحمد الله.
- على والدتك أن يكون لها دور في مساعدته على الإقلاع عن التدخين ويكون ذلك بالنصح وتبيين ما تعاني منه من عدم تقبل رائحة الدخان الكريهة... وليكن ذلك بلطف وبعد عن الحدة ورفع الصوت.
- تذكيره بموقعه القيادي وما يتوجب أن يكون عليه من استقامة في الظاهر والباطن، فهو محط أنظار المجموعة وهو قائدهم ومرشدهم لكل خير.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.